أطفئ جهاز التلفزيون. هذا ما توصلت إليه دراسة في فنلندا مؤخرا شددت على أن بقاء التلفزيون شغالا، حتى وإن لم يشاهده الأطفال، كافٍ ليسبب اضطراباً ملحوظاً في نومهم. وبشكلٍ عام، فإنه كلما ازدادت عدد الساعات من المشاهدة الفعلية أو السلبية تزداد المشاكل التي يتعرض لها الأطفال قبل النوم وفي مواصلة نومهم وحين استيقاظهم في الصباح وقدرتهم على تجنب التعب طوال اليوم.
أما مشاهدة الأطفال الفعلية للتلفزيون إذا كان عدد الساعات التي يقضونها محدوداً تحت إشراف أحد الوالدين فلا يُعد مشكلة حقيقية.
وذكر مقال، نشرته مجلة التايم، أن المتخصصين في العناية بالأطفال لطالما أوضحوا عدد الساعات التي يمكن أن يقضيها أطفال من عمر معين أمام شاشة التلفزيون، ونوع البرامج التي ينبغي أن يتابعوها، لكن القليل منهم لاحظوا ما يحدث عندما يكون جهاز التلفزيون مداراً، سواء كان يشاهده أحد أم لا.
وفي دراسة نشرت في مجلة أبحاث النوم حاول باحثون فنلنديون التوصل إلى نتيجة في هذا الأمر، فأجروا بحثهم على 321 من الآباء لأطفال بعمر الـ 5 و 6 سنوات، لينظروا في أساليب مشاهدة التلفزيون والتأثير الذي يتركه على عادات النوم عند أطفالهم.
أظهرت الدراسة أن جميع الآباء والأمهات لديهم على الأقل جهاز تلفزيون واحد ويشاهدونه بمعدل 4 ساعات يومياً. أما الأطفال فيتابعون برامج التلفزيون بمعدل 1.4 ساعة يومياً، بينما يتعرضون بشكلٍ سلبي لمتابعتها 1.4 ساعة أخرى على الأقل. وفي 21% من المنازل كان للأطفال جهاز تلفزيون خاص في غرفة نومهم.
ولكن لم تكن مشاهدة التلفزيون بنفس الأثر على الجميع؛ فمشاهدة الطفل التلفزيون وحده أو في وقت النوم يعرضه إلى تأثير أكثر سلبية عند النوم، وكذلك المشاهدة السلبية أو الفعلية لبرامج الكبار، مثل الحلقات البوليسية والأفلام وبرامج الأخبار. وغالباً ما تترافق المشاهدة السلبية – ساعتان في اليوم أو أكثر – مع اضطرابات النوم، وخاصة إذا كان الأطفال قد تعرضوا لمشاهدة برامج الكبار.
يلتقط الأطفال من برامج التلفزيون أكثر مما يسمح لهم الآباء بمشاهدته. إن إبعاد الأبناء حين مشاهدة الأب والأم لبرامج الأخبار يُعد السبيل الأكثر فعالية لتجنب تعليمهم أموراً ليسوا مؤهلين لتعلمها بعد.
الحل
والخطوة الأولى لمساعدة الأطفال هي تحديد عدد الساعات ونوع البرامج التي يشاهدونها، أما الخطوة الثانية فهي الإبقاء على جهاز التلفزيون مطفأً لأطول فترة ممكنة. أما عن برامج الأخبار، فيمكن للآباء مشاهدتها بعد أن يستغرق الأبناء في نومهم تماماً